ملوحة التربة

يوجد طرق متعددة لتشخيص ملوحة التربة واجمالا تنقسم الى قسمين:

الف- التشخيص الحقلى :

في الحقل قد يمكن تمييز مظاهر الملوحة والقلوية بسهولة ، فالأراضى الواقعة تحت ظروف التملح يكون سطحها مغطى بطبقة أو قشرة من الرواسب الملحية لونها ينحصر بين الأبيض والرمادى. اللون الأبيض يدل على أن غالبية الأملاح كبريتات واللون الرمادى يرجع الى وجود أملاح الكلوريدات . وقد تكسو هذه الطبقة أو القشرة المختلفة السمك الحقل كله أو بعض أجزاء منه بصورة متفرقة تختلف فى مساحتها من بضعة أمتار إلى بضعة مئات من الأمتار.

عند بدء عملية التملح أو "التلف" كما يطلق عليها أحياناً تظهر هذه الرواسب الملحية فى بقع ضيقة أولاً ثم تأخذ فى الإتساع شيئاً فشيئاً حتى تعم الحقل بأكمله طالما أن ظروف التملح قائمة، وظهور هذه الرواسب الملحية فى بقع قبل الآخرى يعزى إلى الأسباب الآتية:

1- عدم إستواء سطح التربة حيث تميل الأملاح حينئذ إلى التخلف عند قمم الأماكن العالية لأن معظم البخر يحدث عند هذه الأماكن.

2- عدم تجانس قوام التربة فالأملاح تميل إلى التجمع فى الأماكن الأكثر دقة فى القوام نظراً لإرتفاع الصعود الشعرى بها عن الأماكن الأقل دقة فى القوام على فرض أن مستوى الماء الأرضى واحد فى الحالتين.

3- قد يختلف منسوب الماء الأرضى فى الحقل الواحد (مؤقتا) من مكان لآخر تبعاً للتجانس فى ترتيب طبقات التربة أو عدمه وفى نفاذية هذه الطبقات ، ففى الأماكن التى تعلوا المنسوب المرتفع تتجمع عليها الأملاح بسرعة أكبر.

ومن الممكن أن يكون تجمع الأملاح قد بلغ الحد الذى يحول دون نمو النباتات على إختلاف أنواعها، وقد يسمح بنمو بعض النباتات الطبيعية التى تلائمها هذه البيئة والتى تعرف بإسم النباتات المحبة للملوحة، وهناك محاولات عديدة للإستدلال على ملوحة الأراضى من نوع هذه النباتات الطبيعية النامية عليها كنوع من التشخيص ولكن بتقدم المعرفة عن طبيعة هذه النباتات وعن أنها قد تنمو فى مجال متسع من الملوحة قل الإعتماد على هذه الطريقة وأصبحت لا تهم إلا المشتغلين بعلوم البيئة.

وفى حدود الملوحة التى تسمح بنمو المحاصيل العادية، فإنه قد يشاهد توزيع ونمو غير منتظم للنباتات، وأيضا تركيز للنمو فى أماكن دون الآخرى. فالنباتات على حواف البقع البائرة تكون أقل حجماً ولون أوراقها يميل إلى الخضرة الداكنة عن مثيلتها داخل البقعة، ومن الجائز (وهذا كثير الشيوع) ألا تشاهد مثل هذه المظاهر بالرغم من وجود الملوحة التى يظهر آثرها بعدئذ على غلة المحصول بالنقص.

ومثل هذا الوصف السابق ينطبق على الأراضى الملحية والأراضى الملحية - القلوية ومن العسير التمييز بين هذين النوعين من الأراضى من مجرد المشاهدات الحقلية.

أما الأراضى القلوية غير الملحية، فهى الأخرى لها مظاهرها الخاصة بها ومنها شكل البناء فى السطح ووجود قشور سوداء صلبة بعض الشىء على السطح، وهذه الآخيرة ناتجة عن ذوبان المواد العضوية فى محلول التربة القلوى (pH=8.5) ثم صعودها وتخلفها على السطح بفعل البخر.

ولكن ليس من الضرورى أن تكون هذه القشور السوداء قاصرة على الأراضى القلوية، كما أنه ليس من الممكن الحكم على كمية الصوديوم المتبادل من مجرد النظر إلى سطح التربة ، ومن الجائز عدم مشاهدة مثل هذه المظاهر فى الوقت الذى يعانى فيه المحصول من زيادة الصوديوم المتبادل فى التربة ، والعمل الدقيق بقصد الإصلاح أو التحسين أوالمحافظة على سلامة الأراضى يتطلب الإعتماد على التشخيص القائم على أساس التحليل المعملى الذى يتيح الفرصة للتعبيرعن الصفات الكميائية والطبيعية لهذه الأراضى تعبيراً كمياً، ويبدأ ذلك بأخذ العينات من التربة ثم التحليل المعملى ثم تفسير النتائج.

ب- التشخيص المخبري:

يتم فى هذا النوع من التشخيص عمل التقديرات المعملية التالية :

1- تقدير النسبة المئوية للتشبع المائى :

يفضل إجراء التحاليل الكميائية المختلفة على المستخلص المائى لعجينة التربة المشبعة وذلك لوجود علاقة تربط بين كمية الماء الممسوك بالتربة عند سعتها التشبعية وكل من السعة الحقلية، ونقطة الذبول حيث أن كمية الماء الممسوك بالتربة عند السعة التشبعية حوالى ضعف مثيلتها عند السعة الحقلية وأربعة أضعاف عند نقطة الذبول، وعلى أساس ذلك فإنه يفضل تحليل الأملاح الذائبة فى المدى بين السعة الحقلية ونقطة الذبول، وهو المدى الذى يهمنا من الناحية الزراعية.

2- رقم حموضة التربة.

إن درجة الحموضة أو القلوية فى الأراضى، والتى تعرف أيضاً بتفاعل التربة، تقدر بتركيز أيون الهيدروجين فى محلول التربة. فالأراضى الحامضية تحتوى على تركيز أعلى من أيونات الهيدروجين، عن أيونات الهيدروكسيل، بينما الأراضى القاعدية أو القلوية تحتوى على تركيز أعلى من أيونات الهيدروكسيل عن أيونات الهيدروجين .

طرق قياس رقم pH التربة :

هناك طريقتين لقياس رقم pH التربة :

وهى تعتمد على إستخدام جهاز كهربى للقياس Electric pH meter .

ويستخدم فيها ورق عباد الشمس مشبعا بأدلة يتغير لونها مع تغير رقم pH التربة. وقبل قياس pH بإستخدام جهازpH-meter لابد من ضبط الجهاز بإستخدام محاليل قياسية معلومة الـ pH وعادة ما يستخدم محاليل ذات أرقام pH = 4 أو 7 أو 2ر9 و نظراً لان معظم الأراضى المصرية تميل إلى القلوية فعادة ما يتم الضبط باستخدام محاليل ذات رقم pH= 7 أو 9.2 .

3- الأملاح الكلية الذائبة بالتربة.

عادة ما تقدر الأملاح الكلية الذائبة إما فى مستخلص عجينة التربة المشبعة وهو الشائع أو فى المستخلص المائى لمعلق تربة 1 : 1 أو معلق 1 تربة : 5 ماء مقطر. والطريقة الشائعة لتقدير الأملاح الذائبة الكلية فى التربة هى طريقة التوصيل الكهربائى

وتعتمد هذه الطريقة على إستخدام جهاز قياس درجة التوصيل الكهربائى لمستخلص التربة وتستخدم طريقة التوصيل الكهربائى كدليل لتقييم ملوحة التربة وتعتبر من أفضل طرق قياس الملوحة لدقتها وسرعتها بالإضافة إلى أنها غير مكلفة.

جمع عينات التربة وإعدادها للتحليل

عينة التربة هى الجزء الممثل لها والذى يعكس تركيبها وخواصها، وتعتبر طريقة أخذ عينة التربة من الأهمية بمكان حيث تتوقف دقة نتائج التحاليل المعملية على مدى الدقة فى أخذ العينة. ومن ناحية آخرى فإن التعامل مع العينة من بداية أخذها من الموقع حتى الإنتهاء من تحليلها لايقل أهمية عن طريقة أخذ العينة، فنقل العينة للمعمل وتجهيزها وتخزينها يجب أن يتم بنظام ودقة بحيث لايحدث أى أخطاء قد تؤدى إلى تغيير فى نتائج التحليل وبالتالى تصبح عديمة القيمة من الناحية التطبيقية.

قواعد أخذ عينات التربة :

هناك مجموعة من القواعد يجب أخذها فى الاعتبار عند أخذ عينات التربة بصفة عامة وهى:

يتم أولاً تحديد الهدف من أخذ عينة التربة، ثم تحديد الموقع بما يتماشى مع الغرض من الدراسة مع جمع المعلومات اللازمة والتى تساعد على مناقشة النتائج وعمل التوصيات المطلوبة.

فى دراسات التوسع الأفقى يجب الإستعانة بخريطة طبوغرافية أو خريطة حديثة للأرض لتحديد مواقع أخذ العينات.

تحديد مواقع أخذ العينات على أساس إختلافات الإنحدار، لون التربة وقوامها وكذلك حالة المحصول بالحقل أو المظهر العام لسطح التربة.

يجب تجنب المناطق ذات الظروف الخاصة مثل مناطق تراكم الأسمدة ومناطق تجمع الماشية والطرق والأسوار والمنخفضات ذات المساحة الصغيرة فى الحقل، وفى حالة المساحات ذات المشكلات الخاصة مثل المناطق سيئة الصرف أو مناطق تزهر الأملاح فتؤخذ لها عينات مستقله وتحدد مساحتها على الطبيعة للتعرف على أبعاد المشكلة.

تؤخذ عينات التربة عادة عند السعة الحقلية وقد تؤخذ مبتلة أو جافة أحياناً وتوضع فى أكياس بلاستيك على أن يتم تجهيزها بسرعة.

الأغراض الرئيسيه لأخذ عينات التربة:

  1. أخذ عينات التربة بغرض تقييم خصوبة التربة
  2. أخذ عينات التربة لأغراض التوصيات السمادية
  3. أخذ عينات التربة لإصلاح الأرض
  4. أخذ عينات التربة لتحسين خواص التربة
  5. أخذ عينات التربة بغرض زراعة الحدائق

وما يهمنا وسيتم التركيز عليه هنا هو أخذ عينات التربة بغرض إصلاح وتحسين التربة.

النقاط الواجب مراعاتها عند المعاينة لأخذ عينات التربة بغرض الإصلاح :

معرفة مدى إنتشار البقع الملحية وإتساعها فى المنطقة .

معرفة الأسباب الظاهرية للتملح ، ويساعد على ذلك معرفة درجة استواء السطح ونوع مياه الرى وطرق الرى والخدمة ونظام الدورة فى كل حقل على حدة وكذلك حالة الصرف فيه.

محاولة إيجاد علاقة بين النمو وإنتشار الملوحة فى المنطقة.

طرق أخذ عينات التربة :

هناك طريقتين لأخذ عينات التربة بغرض الإصلاح وتحسين خواصها وهما :

العينات السطحية :

وهى عينات عشوائية عادة ما تؤخذ على عمق 30 سم بحيث تغطى المنطقة المدروسة.

طريقة التعاقب الطبقى :

وفيها يتم حفر قطاع أرضى ويقسم إلى طبقات وصولاً إلى مستوى الماء الأرضى، حيث تؤخذ عينة ممثلة لكل طبقة وكذلك عينة من الماء الأرضى ، وهى طريقة دقيقة مقارنة بالطريقة الأولى حيث يمكن من خلال هذه الطريقة دراسة توزيع الأملاح فى القطاع الأرضى ومن ثم تحديد مصدر التملح، هذا بالإضافة إلى معرفة مدى وجود طبقات صماء من عدمه.

ملوحة التربة و أنواع الاملاح الموجودة و اثرها على التربة (الجزء الرابع)

تاثير ملوحة ماء الري على نمو النبات
تاثير الملوحة على نمو النبات
كتاب ملوحة التربة
تاثير الملوحة على انبات البذور
المحاصيل التى تتحمل الملوحة العالية
طريقة تقليل ملوحة الماء
اسمدة تعالج ملوحة التربة
ملوحة التربة